السبت، 31 أكتوبر 2009

متسابق الفورمولا رينو الأشهر خليجيا

متسابق الفورمولا رينو الأشهر خليجيا
أحمد الحارثي لــ (الزمن) :
المركز الثاني إنجاز مميز وأوروبا هي ميداني القادم
بداياتي كانت من البحرين ثم تدرجت
تفرغي لهذه الرياضة ساعدني كثيرا على التركيز والنجاح

حاوره ـ درويش الكيومي:أحمد الحارثي اسم بدأ يبرز تدريجيا في عالم سباقات السرعة، وأخذ يحقق نجاحات عديدة من خلال مشاركاته في سباقات (الفورمولا رينو) ببريطانيا، ورغم أن هذه الرياضة ليست ممارسة كثيرا لدينا في السلطنة ألا إن الحارثي أوجد لنفسه موطأ قدم فيها، وهو لا يحتاج إلا إلى الدعم والمساندة لكي يواصل شق طريق النجومية في هذه الرياضة الصعبة. الآن وبعد أن حقق المركز الثاني في مشاركته ببريطانيا أصبح يرى بأن الوقت قد حان للذهاب إلى أبعد من ذلك، وبدورنا ذهبنا إليه لمباركته الإنجاز، وللتعرف عن قرب على أهم محطاته في عالم السرعة.نبدأ بسؤال تقليدي نوعا ما. حيث نود أن تحدثنا عن بداياتك؟ البدايات كانت في البحرين عام 2006 كأول متسابق عماني، وضد متسابقين من الشرق الأوسط بشكل عام، وحققت المركز الثاني في (فورمولا فورد) وهي فئة أصغر بكثير من الفئة التي نافست عليها في بريطانيا، وفي السنة الثانية واصلت مشاركاتي في مملكة البحرين وحققت مراكز متقدمة باستمرار في أغلب مشاركاتي.لماذا وقع اختيارك لفئة (الفورمولا رينو) بالتحديد؟ بعد المراكز المتقدمة التي كنت أحصل عليها باستمرار في مشاركاتي بمملكة البحرين قررت أن أرتقي إلى مستوى أعلى فوقع اختياري على (الفورمولا رينو)، وكانت توجيهات حمد الوهيبي معي في هذه الخطوة مهمة على اعتبار خبرته الكبيرة في عالم السيارات، وهو كما يعلم الجميع مؤسس فريق عمان للسيارات، فاخترنا فئة الفورمولا رينو، وهي ليست سهلة بل على العكس تعتبر من أصعب البطولات، وتخرج منها العديد من الأبطال في الفورمولا1 كالبطلين العالميين (لويس هاملتون) و(كيمي رايكنن).
متى بدأت مشاركاتك في بريطانيا؟بالضبط في 2007 وكان الهدف في البداية هو أن أكون باستمرار ضمن الـ 10 الأوائل، والحمد لله حققت هذا الهدف، وجمعت نقاطا كأول متسابق عربي يصل إلى هذا المستوى، وطبعا هذا غير الخبرة الاحترافية الكبيرة التي اكتسبتها. وفي نفس السنة أيضا شاركت في بطولة شتوية أصغر وأحرزت المركز الثالث، وكان هدف المشاركة اكتساب مزيد من الثقة والخبرة، وتعلمت منها أشياء كثيرة ساعدتني في مشاركاتي التي أتت في 2008.
هل تغيرت الأهداف في 2008؟. بالتأكيد أصبحت أرغب أن أكون على منصة التتويج، وليس شرطا أن أحرز المركز الأول بل اكتساب مزيد من الخبرة والثقة، والحمد لله أحرزت المركز الخامس في تلك السنة، وكنت على منصة التتويج ثلاث مرات، ولكني لم أشارك في البطولة الشتوية كما كان في السنة التي سبقتها.
هل هذه البطولات تحت إشراف الاتحاد الدولي للسيارات؛ لأننا نعلم بأن هناك بطولات كثيرة للسيارات في العالم؟بالتأكيد نحن نشارك في سباقات دولية، وهي تحت إشراف (Fia)، فمثلا السائق (كيمي رايكنن) خرج من الفورمولا رينو مباشرة إلى الفورمولا 1 بعدما حصل على رخصة دولية تجريبية من الاتحاد الدولي، ولو لم تكن معترف بها وتحت إدارة (fia) لما صعد بهذا الشكل المباشر.
حصولك على المركز الثاني في بطولة قوية كهذه يعتبر إنجازا بكل المقاييس، فكيف تقيم أنت شخصيا هذا الإنجاز؟ الإحساس غريب، وشعور الفرحة يتملكني دائما لأسباب كثيرة أهمها أن هذه السباقات لم نتعود عليها في عُـمان، ورغم ذلك أعلنت في المؤتمر الصحفي أن رغبتنا في 2009 أن نكون ضمن الثلاثة الأوائل، وفي الأخير بعد جهد كبير وصلت إلى المركز الثاني والحمد لله.
ما أهم الصعوبات التي كانت تواجهك أثناء البطولة؟ كما ذكرت كان همنا من البداية أن نكون ضمن الثلاثة الأوائل، ولكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود كما يتوقع البعض، فمثلا الذي فاز بالمركز الأول نزل من فئة أكبر عكسنا تماما الذين صعدنا إلى هذه الفئة، وبالتالي خبرته قد تكون عشر مرات أكبر منا. من جانب آخر الظروف الجوية وهطول الأمطار الغزيرة كانت عائقا كبيرا، ونحن كعمانيين كما تعلم غير متعودين على مثل هذه الظروف، وصدقني رغم كل هذا الا أن أفضل توقيت لي كان في توالي سقوط المطر.
هذا يدفعنا لسؤالك عن الخطط التي تضعها في المراحل القادمة، ومدى مواصلتك في نفس سباق بريطانيا أم ستخرج إلى مجال أوسع من ذلك؟مشاركاتي المختلفة منذ 2006 مرورا 2007 و2008، وانتهاءً بالمركز الثاني الذي حققته 2009، دفعتني إلى التفكير والتخطيط للإنتقال نحو مشاركة أوروبية أوسع وأكبر من مشاركة بريطانيا، وإن شاء الله خططنا جاهزة لخوض هذه المنافسات. وربما أستطيع أن أصل إلى مستوى الفورمولا1، ولم لا؟، ولو على سبيل التجربة، فأنا لدي الطموح الكبير لأن أصبح أول سائق عربي في هذا النوع من السباقات الضخمة، وكل شيء مرتبط بحجم الدعم المقدم.
ما أهم الفرق بين الفورمولا 1 والفورمولا رينو؟، ودافعنا لهذا السؤال أن الجمهور ربما لا يعرف كثيرا عن الفئة الثانية التي تنافس فيها انت. سؤال جيد، وهذه فرصة لأوضح باختصار بعض الفروقات بين هذين النوعين من سباقات السرعة، فالفورمولا 1 أكبر رياضة في العالم، وهي الأغلى أيضا دون منازع، ونوعية السيارة المستخدمة فيه مختلفة، وأقوى من الفورمولا رينو، ولكن في ذات الوقت الفورمولا رينو تأتي بعدها، وهي رياضة قوية جدا وصعبة.
تعتبر رياضة سباقات السيارات من أكثر الرياضات كلفة، فهي باهضة الثمن، ومن هنا أن نجد متسابقا عُـمانيا في هذا النوع من الرياضات يقفز في أذهاننا مباشرة تساؤل عن مصادر الدعم بالنسبة إليه. هل يمكن أن تحدثنا عن هذا الجانب؟ هناك مثل إنجليزي فيما معناه أن الدعم هو مصدر طاقة السيارة، ورغم أن سباقات السيارات مكلفة بالفعل، ولكن ليس بالصورة المبالغ فيها التي قد نتصورها، وتعتبر هذه الرياضة مناسبة جدا للترويج والإعلان؛ لأنها متابعة وجماهيرية بنسبة هائلة، وقد حاولت الترويج عن السلطنة بصورة واسعة من خلال سيارتي. وأهم الداعمين بالنسبة لي في 2009 وزارة الشؤون الرياضية، ووزارة السياحة، ووحدة الترويج والتسويق للسلطنة، بالإضافة إلى الطيران العماني، وسيارتي دائما تجذب الآلآف من المتابعين كوني متسابقا عُـمانيا عربيا، وهذا برنامج ترويجي للسلطنة كما ذكرت لك.
في ظل الدعم الحالي هل تستطيع تحقيق طموحك للوصول إلى مستويات أكبر من الفورمولا رينو؟ علينا أن ننتظر، ونحن نسير بشكل تدريجي، ووصولنا إلى مستويات أكبر لا يأتي إلا من خلال الدعم، وفي نفس الوقت النتائج التي نحققها تجعل الشركات تأتي لرعايتنا ودعمنا، وإن شاء الله الأمور تسير بشكل تصاعدي ونحو الأحسن.
بالإضافة إلى الدعم. هل هناك صعوبات أخرى تواجهها؟ربما من الصعوبات الجدية أيضا عدم وجود حلبة سباق لدينا في السلطنة، وأنا أضطر أن أتواجد في بريطانيا فترات طويلة من أجل التدريب كما حدث في الثمانية أشهر الماضية، ولكن لا يعني ذلك التهاون والتراجع إنما على العكس تماما فهذا يولد لي التحدي والطموح على تقديم المزيد، وعموما هذا الوضع لن يدوم إلى الأبد، فالسنوات القادمة كفيلة بتحقيق هذه الأمنية خاصة أن أغلب جيراننا في الخليج يمتلكون حلبات سباقات سرعة، وبعضها بمواصفات عالمية. موضوع الاستمرارية يمثل هاجسا كبيرا في هذا النوع من الرياضات لدينا في السلطنة، فبعض متسابقينا يواصل لفترة ثم يختفي كحمد الوهيبي، والبعض الآخر يظهر بشكل متقطع كنزار الشنفري، فما هي الأسباب من وجهة نظرك؟ربما أستطيع أن أجيبك عن حمد أكثر بحكم قربي منه، أما نزار فلديه أسبابه بالتأكيد لكني لست مطلعا عليها، وبخصوص حمد ما أعرفه بأنه أول متسابق عماني ينافس بشكل حقيقي في بطولات الراليات، ويحرز مراكز متقدمة باستمرار، ولكن أتصور بأنه ربما استعجل الدخول إلى مستويات أعلى في هذه السباقات، ولو سار وفق مبدأ التدرج لكان أفضل بحسب رأيي، وأعتقد أن عدم وجود صاحب الخبرة الذي يرشد في هذا المجال جعلت الخطوات متسرعة نوعا ما.
إجابتك تدفعنا للسؤال عن طبيعة علاقتك بحمد الوهيبي؟ من المصادفة أن أبدأ ولوج عالم سباقات السيارات مع بداية اعتزال الوهيبي لهذه الرياضة، والرجل يشجعني باستمرار، ويقف إلى جانبي، وهناك أمر مهم وهو أن حمد يمثل عامل خبرة كبيرة، يوجهني باستمرار إلى خطواتي المقبلة كما حدث في 2007 عندما طلب مني ألا أجازف لأنني لم أكن جاهزا بعد.هذا النوع من الرياضات فيها نسبة خطورة قد تكون عالية، وربما ما زالت مشاهد حادث المتسابق البرازيلي (سينا) حاضرة للجميع. كيف تتعامل مع هذا الهاجس؟هذا أصعب شيئ بالنسبة لأهلي ووالدتي على وجه الخصوص، وفعلا كما تفضلت في سؤالك أن هناك نسبة خطورة، ولكن بعد حادث المتسابق البرازيلي (آرتن سينا) تغيرت هذه الرياضة بشكل جذري، فأصبحت الحلبة مثلا مغلقة تماما، ولا يمكن لأي أحد أن يدخل أو يخرج منها أثناء السباق. كما أن قوانين السباق تلزم كل متسابق بالحصول على رخصة قيادة خاصة، وهذه الرخصة فيها اشتراطات كثيرة كلها تساعد على وجود أعلى درجات الأمان هذا جانب، وجانب آخر فيما يتعلق باللباس، فالخوذة تحمي من الإصابات المباشرة في الرأس، ولباس المتسابق كله ضد الاشتعال، ويتحمل درجة حرارة عالية. كما أن السيارة نفسها مجهزة لكي تكون على درجة عالية من الأمان لا سيما في مقصورة القيادة حيث الثبات التام في المقعد، وأدوات حماية الرقبة وغير ذلك. من جانب آخر فأي سيارة لا يمكنها المشاركة في السباق إلا بموافقة الاتحاد الدولي للسيارات (fia)، وفي النهاية لا توجد رياضة تخلو من وجود نسبة خطورة معينة، وشخصيا اليوم الذي أشعر بالخوف لن أشارك فيه أصلا.
هل تؤثر هذه الرياضة على عملك؟ عموما أنا تركت عملي، ومتفرغ بشكل تام لهذه الرياضة، ولا أدري في هذه الحالة إن كنت هاويا أم ارتفعت قليلا إلى مستوى الاحتراف.
تداركته: إذن أصبحت محترفا؟نعم ولكن بطبيعة الحال احترافي مختلف عن احتراف غيري من السائقين في بريطانيا، فهم على درجة عالية جدا من الاحترافية، وعموما أنا متفرغ ومركز بشكل كبير على السباقات، ودعم الأهل لي كبير والحمد لله.
ما رأيك بالتغطية الإعلامية التي صاحبت مشاركتك الأخيرة على وجه الخصوص؟الصحف خصوصا لم تقصر، وبذلت جهودا كبيرة في متابعتي وتغطية مشاركتي في بريطانيا، وكذلك بقية وسائل الإعلام، وهنا فرصة لتقديم الشكر على الجهود التي بذلت في هذا الجانب من مختلف وسائل الإعلام.
عندما عدت إلى السلطنة. كيف وجدت صدى ما حققته لدى المسؤولين والجمهور بشكل عام؟الحمد لله كان هناك تفاعلا من مختلف الجهات، وربما استقبالي من قبل جهات حكومية في المطار كان عامل دعم كبير لي، وكذلك وجود الأهل والأصدقاء، وكل من يعرفني شكل دفعة معنوية ممتازة بالنسبة لي.
في الأخير. هل تعد بإنجازات في مشاركتك الأوروبية المقبلة؟طبعا أنا لا أعد إلا ببذل كل الجهود الممكنة من أجل إنجازات جديدة تضاف إلي وإلى الرياضة العمانية، ونحن نعرف أن أوروبا ستكون صعبة، ولكن ستكون مشاركتي متدرجة، وأشعر بأنني قادر على تحققيق النتائج الطيبة التي ترضي الجميع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق