السبت، 31 أكتوبر 2009

الجيل الحالي لا يعى أبسط تفاصيله

الجيل الحالي لا يعى أبسط تفاصيله
الطب الشعبي العُـماني يواجه مستقبلا غامضا

كتب ــ عبدالله المصلحي:الطب الشعبي هو أحدى الموروثات العمانية التي نقلها آباؤنا من الأجداد القدامى، ورغم تطور الخدمات الصحية في السلطنة، ووجود العديد المستشفيات الحكومية والخاصة، ما زال هناك أناس مهتمين بالعلاج بالطب الشعبي، ولكنه لا زال يواجه مستقبلا غامضا لقلة الإقبال عليه. الطبيب حميد بن علي المسكري هو أحد الأطباء الشعبيين الذين نقلوا هذا الموروث من الأجداد القدامى وجعلها مهنة تطوعية يمارسها في منزله الكائن بقرية الحزم التابعة لولاية إبراء، حيث يستقبل فيه المرضى والمحتاجين ليعالجهم ابتغاء مرضاة الله دون أخذ أي مقابل منهم. زيارتنا كانت للطبيب حميد المسكري في منزله الذي اتخذه عيادة صحية لمرضاه، لنتعرف على طبيعة ممارسة هذه المهنة، يقول الطبيب حميد عن بدايته في هذه المهنة وطبيعة العمل فيها " لقد ورثت هذه المهنة من الآباء والأجداد القدامى وبالأخص والدي – رحمه الله - الذي كان طبيبا شعبيا، حيث ان وقتي في الصغر لم يكن يذهب هباء، وإنما كنت أجالس كبار السن لآخذ منهم المفيد، ومنهم تعلمت الطب الشعبي وصناعة الأدوية، والفضل الأكبر يعود لوالدي الذي كان يشرف على تعليمي لهذه المهنة وصناعة الأدوية الشعبية، وبحمدٍ من الله وتوفيقه استطعت أن أحقق مرادي وأصبحت طبيبا شعبيا.أما بالنسبة لطبيعة عملي فأقوم باستقبال المرضى في منزلي وبعد أن أعرف حالتهم وما يعانونه أقوم بعمل فحوصاتي الخاصة لجسم المريض، للتأكد من أعراض المرض والعلاج المناسب، بعدها أقوم بصرف العلاج سواء كان شرابا أو عملا إجرائيا مثل المسح أو الوسم، وإن احتاج العلاج لفترة طويلة فإني أطلب من المريض مراجعتي بعد أيام لمتابعة علاجه".وعن أبرز الأمراض التي يقوم بعالجها، قال هنالك العديد من الأمراض التي أعالجها فمنها مرض (أبوصفار) حيث تتم معالجته باستخدام الوسم عند نقطة التقاء العنق بالظهر، بالإضافة إلى عمل شراب خاص للمريض ومكون من الماء أوراق شجرة الشكاع وأوراق شجرة الشريش ويضاف إليه الليمون ويطبخ هذا الشراب بالليل لكي يشرب منه المريض في صباح اليوم التالي". ويضيف قائلا بأنه يعالج كذلك مرض "العمود" وهو انتفاخ البطن لدى الأطفال عند الرضاعة، ويتم علاجهم بالمسح بطريقة خاصة، بالإضافة إلى سقيهم قطرات من الليمون وذلك عن طريق "التنقيط"، كما أنه يعالج "نقطة العين" ويتم ذلك باستخدام ثمرة شجرة المغيلان وهي شجرة شبيهة بشجرة السدر، فبعد طحن ثمرة الشجرة تكحل بها العين، وإن تعذر عليه الحصول على هذه الشجرة فإنه يستخدم حلاب شجرة شجرة الحبن وتكحل به العين.وتتنوع مكونات الأدوية الشعبية التي يستخدمها الطبيب حميد المسكري فيستخدم أوراق أشجار مختلفة مثل: شجرة الشريش وشجرة الحبن وشجرة الشكاع وشجرة السدر وشجرة المغيلان، بالإضافة إلى الليمون والسنوت والزعتر وزيت الزيتون.وحول مستقبل الطب الشعبي في عمان، قال المسكري " لا أظن أن الجيل الحالي وجيل المستقبل سيكون مهتما بهذه المهنة، فالوضع مختلف الآن مع وجود العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة بالإضافة إلى العيادات، فمعظم الناس تذهب إلى تلك المراكز الصحية لتلقي العلاج ولا تلجأ إلى العلاج بالطب الشعبي، ولكن رغم ذلك هناك فئات قليلة من الناس تلجأ إلى العلاج بالطب الشعبي حيث ان الناس تتوافد إلي من مختلف ولايات المنطقة الشرقية مثل ولايات صور وجعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي والمضيبي ودماء والطائيين، وعسى أن يكون هؤلاء الناس قد أخذوا مني بعض الخبرة في الطب الشعبي ليمارسوها ويطبقوها وبالتالي ينقلوها إلى جيل المستقبل، فوضعي الصحي الآن حرج بعد أن أكملت السبعين من العمر، ولا أستطيع أن أقدم العلاج الكامل للمرضى وبالذات العلاج بالعمل الإجرائي (المسح والوسم) ولكن مع ذلك سأبقى أقدم الأدوية الشعبية التي أستطيع أن أقدمها للمرضى والمحتاجين.يقول أحمد المصلحي وهو أحد الأشخاص الذين يتجهون إلى العلاج مع الطبيب حميد المسكري، يذكر المصلحي أنه كان يعاني من آلام شديدة في البطن وقد اتجه إلى المستشفى الحكومي ولكن لم يجد العلاج المناسب الذي يشفيه، فتحولت وجهته إلى منزل الطبيب حميد المسكري فشرح له ما يعانيه من ألم في بطنه وأعطاه أحد الأدوية الشعبية في فنجان من القهوة، فكتب له الشفاء من آلام البطن التي كان يعانيها وينصح كل من يعاني من آلام في بطنه أن يتجه إلى منزل الطبيب حميد المسكري وختم حديثه قائلا " سيبقى الطبيب حميد طبيبي لآلام بطني" داعيا الله تعالى أن يمد في عمر الطبيب ويرزقه الصحة والعافية طوال عمره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق