السبت، 31 أكتوبر 2009

تحذير: الباطنة.. إلى متى تصمد أمام زحف الملوحة؟


تحذير: الباطنة.. إلى متى تصمد أمام زحف الملوحة؟
صحار – الزمن: لكل منطقة مخاوفها ولكل بلد محنته لكن منطقة الباطنة وهي السهل الاشهر في عُــمان تخشى من زحف الملوحة على آبارها الجوفية ويحذر خبراء من استمرار الافراط في سحب المياه بمستوياته الحالية لان أزمة الملوحة قد تشتد المياه سوف تتعمق أكثر بداخل الارض .ويشكك خبراء في قدرة الجهود المبذولة حاليا في السيطرة على تداخل الملوحة مع المياه العذبة في ظل خطط ضعيفة لإدارة الموارد المائية وتحديد مستوى التنمية المستدامة في المناطق الساحلية .وبالرغم من ان الحكومة حاولت جاهدة توفير المياه الصالحة للشرب للتجمعات السكانية من خلال محطات التحلية في أغلب قرى ومدن الباطنة الا ان الاستنزاف الحاد قد يرسم صورة قاتمة لملوحة الباطنة. ازداد الطلب على المياه بصورة كبيرة في الآونة الاخيرة بسبب التنمية الزراعية والنمو السكاني حيث أنشئ العديد من المزارع الكبرى في المناطق الداخلية من السهل وأثرت هذه التنمية بصورة كبيرة على مناسيب وجودة المياه الجوفية مما أدى الى تناقص المخزون المائي بصورة كبيرة وتداخل مياه البحر المالحة الى خزانات المياه الجوفية الساحلية العذبة ويدل انحسار الغطاء النباتي بالقرب من الساحل على ان تزايد استخدام المياه للاغراض الزراعية في السهل الساحلي قد أدى الى تسريع تداخل مياه البحر وتقلص منطقة الزراعة التقليدية شمال الطريق الرئيسي الممتد بمحاذاة الساحل وبالمقارنة فان مناسيب المياه الجوفية وتدفقات الافلاج تبدو مستقرة في أعالي التجمعات المائية رغم تناقض مناسيب المياه أثناء فترات الجفاف وعودتها الى حالها الطبيعية في الفترات الممطرة وتمت اقامة مناطق حماية حقول آبار امدادات مياه الشرب بحقول آبار بركاء والمصنعة والرستاق وصحار ولوى وشناص.وبدأت الحكاية منذ السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حيث انحصرت التنمية الزراعية في ولايات جنوب منطقة الباطنة (وادي المنومة ووادي الطو ووادي المعاول) في شريط ساحلي ضيق نسبيا (أقل من 5 كليومتر) وبعض المناطق البعيدة عن الساحل التي يتم ري المزروعات فيها بالافلاج حيث كان يتم سحب المياه الجوفية عن طريق الآبار المحفورة يدويا لتغطية الاحتياجات المنزلية واحتياجات الماشية والزراعة.لاشك ان اجمالي استهلاك المياه لكافة الاغراض كان في ذلك الوقت أقل بكثير من التغذية الطبيعية والتي قدرت بحوالي 80 مليون متر مكعب في السنة أما الآن فان توفر واستخدام تقنيات ومعدات الحفر الحديثة قد ساعد على استغلال موارد المياه العميقة من خلال الآبار التي حفرت على هيئة ثقب لتنمية الاراضي البعيدة عن الساحل.تأكد من خلال نتائج المشروع الوطني لحصر الآبار ان معدلات الضخ الحالي في السهل الساحلي لجنوب الباطنة قد تجاوزت معدلات التغذية الطبيعية حيث ازداد استخدام المياه من 34 مليون متر مكعب في السنة قبل عام 1970م الى حوالي 161 مليون متر مكعب في السنة عام 1995م وهذه الكمية تعادل ضعفي كمية التغذية الطبيعية الأمر الذي أدى الى تدني مناسيب المياه الجوفية وارتفاع مستوى الملوحة مشكلا خطرا على مياه الشرب ومياه الري.انخفضت مناسيب المياه الجوفية في العديد من المناطق حتى اصبحت أقل من مستوى سطح البحر وذلك بسبب ارتفاع معدلات الضخ يمتد محور النطاق الذي يضم مناسيب المياه الجوفية بأكثر من 5 امتار تحت مستوى سطح البحر بمحاذاة الساحل على مسافة تتراوح ما بين 6 كليومترات و 10 كليومترات الأمر الذي أدى الى انخفاض انتاجية الآبار المحفورة يدويا وتدهور نوعية مياهها مما اضطر اصحابها لتعميقها أما الآبار العميقة التي حفرت على هيئة ثقب في المزارع الجديدة والتي اقيمت على مواقع أبعد من الساحل لم تتأثر حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق